في سعي لإحياء الأراضي الرطبة في الأهواز والتعريف بأهميتها وقيمتها للبيئة والإنسان، شهدت مدينة الأهواز الإيرانية مؤخرا إقامة المؤتمر العالمي السادس للأراضي الرطبة في الأهواز تحت شعار "الأرض الرطبة ضماننا الطبيعي ضد أخطار الكوارث"، بحضور مبعوث الأمم المتحدة وعدد من سفراء الدول الأوروبية والمنطقة كالعراق وألمانيا وأستراليا وبلجيكا والنرويج بالإضافة إلی عدد کبیر من الباحثین والناشطين في مجال البيئة.

وفي هذا الإطار أعرب "غري لويس" مبعوث الأمم المتحدة عن رأيه حول هذا الموضوع في مقابلة لموقع قناة كربلاء الفضائية الإلكتروني "إن الأهمية البيئية للأراضي الرطبة ترجع إلى خصائصها المائية ولكونها مناطق انتقالية بين الأنظمة اليابسة والأنظمة المائية، كما توصف أحيانًا بأنها كلس الأرض لأنها تؤدي وظيفة استقبال مياه الصرف والفضلات من المصادر الطبيعية والبشرية وتتميز بعدد من السمات التي تشمل إنتاجية بيولوجية عالية".
المشاركون في المؤتمر سلطوا الضوء علی دور الأراضي الرطبة في تخزين المياه وتغذية الجوفية منها، وتوفير إمداداتها، كما أكدوا على الدور الحيوي لتلك الأراضي في الحماية من العواصف والفيضانات واستقرار السواحل وحماية الشواطئ من التآكل بالإضافة الی استبقاء العناصر الغذائية وتنقية المياه، بالإضافة لإسهامها في استقرار الظروف المناخية المحلية، ولاسيما بالنسبة لهطول الأمطار وثبات درجة الحرارة.
كما حذر بعض الحضور من تعرض مناطق الأهوار إلى تخريب منظم يصل إلى حد المؤامرة السياسية كما صرَّح السفير العراقي "راجح الموسوي" في حديثه لموقع قناة كربلاء الفضائية الإلكتروني إذ قال ”الأهوار تعرضت إلی ما يمكن تسميته مؤامرة سیاسیة علی المنطقة، أنتم تعلمون أن المنطقة تعاني کثیرا من الجفاف بسبب النقصان الحاد في المیاه، فهذا الأمر سبب لنا مشاکل بیئیة ویجب أن تقام مشاریع تراعي مصالح الدول الأخری" .
المشاركون قدموا مقترحات عدیدة ترمي إلى إنقاذ الأراضي الرطبة في الأهواز من الجفاف، كاستعادة المیاه إلی فروع نهر کارون المنتهیة إلی الهور العظیم، و هور الفلاحیة بالإضافة إلی تغذية الأهوار وتأمين إيرادات مائية كافية لها من السدود، بالإضافة إلى تسعير المياه واستخدام المزيد من شبكاتها المتقدمة وتحسين إدارة استهلاكها، وفي هذا الإطار، قال "أحمد رضا لاهيجان زادة " رئیس منظمة حمایة البیئة فی الأهواز لموقع قناة كربلاء الفضائية الإلكتروني "اجتمعنا لإحیاء الأراضي الرطبة في الأهواز وقدمنا مقترحات عدة، من أهمها مقترح توفیر میاه الأهوار من السدود واستعادة المیاه إلی فروع نهر کارون، وذلك لإحیاء هذه الأراضي التي تلعب دورا حيويا في مواجهة تغير المناخ وهطول الأمطار".
والجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يهدف إلی إحیاء الأراضي الرطبة وطرق حمايتها، الإضافة إلی نشر الوعي بأهمية المحافظة على تلك الأراضي وحمايتها من التلوث البيئي والجفاف، وتعزيز التنوع البيولوجي، إلى جانب توعية المجتمع بأهمية الأراضي الرطبة بالنسبة للبيئة.
فاروق سلامات / مدينة الأهواز / إيران